۵ آذر ۱۴۰۳ |۲۳ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 25, 2024
السيد احمد الصافي

وكالة الحوزة - شدد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، على أهمية ترسيخ وتعزيز مفهوم الشكر لله تعالى.

وكالة أنباء الحوزة - أكد المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة، السيد احمد الصافي على أهمية ترسيخ وتعزيز مفهوم الشكر لله تعالى.

وجاء ذلك خلال استقبال سماحته للمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي والوفد المرافق له.

ادناه نص الكلمة:

أسعدَ الله لكم الأيام دائماً وتقبّل الله الطاعات وفرّج الله عنّا وعنكم، وأرحّب بالأعزّاء والإخوة الأفاضل من العتبة الحسينية المقدّسة، وعلى رأسهم أخي سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي وجناب السيّد الأمين العام والمشايخ في هذا المكان الطاهر، مرقد سيّدي ومولاي أبي الفضل العبّاس (عليه السلام).
طلب منّي بعض الإخوة أن أتحدّث بشكلٍ مختصر جدّاً، بما يكون تذكرةً لي ولهم ولعلّه فيه نفع، حقيقةً نحن في أماكن أذن الله تعالى للملائكة أن تتشرّف بزيارتها، وهذه الأماكن تستوجب منّا أن نعزّز مفهوم الشكر، فقد يكون هذا المفهوم غائباً عنّا، لكن منّ مهمّات العلاقة بين العبد وبين الله تعالى، هو أن يكون دائماً من الشاكرين.
لذلك عندما نزلت الآية الشريفة في سورة الفتح (ليَغفِرَ اللهُ لكَ ما تَقدَّمَ مِن ذَنبِكَ)، كما في بعض الروايات أنّه سُئِل النبيّ محمد (صلّى الله عليه وآله) بعد أن غفر اللهُ تعالى له: أفلا تُصلّي أو تصوم، ردّ النبيّ قائلاً: (أفلا أكون عبداً شكوراً)، اليوم مفهوم الشكر من المفاهيم التي تحقّق الانتماء، انتماء العبد إلى الله سبحانه وتعالى، فضلاً عن الأثر الآخر (لئنْ شَكرتُم لأزيدنّكم).
نحن في هذه الأماكن الطاهرة بالنتيجة من أعمارنا، والإنسان ضيفٌ على الدنيا، واليوم أصبح عمر الخدمة تقريباً 20 سنة وكأنّها بالأمس، لكن الإنسان عندما يسترجع عمله، هناك أعمال إن كانت -وإن شاء الله هذا موجود- بنيّةٍ صادقة وبتوجّهٍ حقيقيّ، الله تعالى ينمّيها أكثر، أنتم تعرفون أن رحمة الله تعالى عندما تُعدّ لا تحدّد بأعمارنا، عمرنا 60 عمرنا 100 لكن في المقابل هناك خلود، فقطعاً الخلود لا يساوي مقدار ما في الدنيا، والعياذ بالله كذلك النار، أيضاً الإنسان عمره ماذا يكون وبالنتيجة الخلود في النار والعياذ بالله، بما أن رحمة الله سبحانه وتعالى واسعة، والإنسان دائماً يدخل إلى هذا الباب، نحن في خدمة الإخوة في أكثر من مورد، لاحظوا من صفات الله -والعدل من أصول ديننا- هو مسألة العدل، لكن نحن العدل نحتاجه إذا كان خصمنا شخصاً آخر، فالله تعالى يعدل بيني وبينه، أمّا إذا كان خصمي والعياذ بالله هو الله فالعدل لا ينفعني، لأنّني محجوج قطعاً ولأنّ الحقّ له تبارك وتعالى قطعاً (ولله الحجّة البالغة)، لا يُمكن أن أدخل إلى الله تعالى أريد رحمته فأدخل له من باب العدل، فأقول اللهم أنت عادل فاحكم بيني وبينك، أنا أكون من الخاسرين، نعم الله تعالى أقول له أنت أرحم الراحمين فارحمني، وفي ثقافة أهل البيت(عليهم السلام) أن نحن نسأل الله الرحمة، فالإنسان إذا يكون عنده هذا الطموح وهذا الأمل برحمة الله التي وسعت كلّ شيء.
وفي دعاء أبي حمزة الثمالي من جملة فقراته (وإنّ الراحل إليك قريبُ المسافة)، لا تكون هناك حواجز بيننا وبين الله سبحانه وتعالى، إلا والعياذ بالله أن تحجبنا الذنوب والأعمال دونه، وإذا كان الإنسان يعزّز مفهوم الشكر، ونحن في العتبات أولى من غيرنا بتعزيز مفهوم الشكر، وهذا المقدار إخواني جدّاً جدّاً مهم.
أختم بقضية أيضاً أخاطب نفسي بها، الإنسان الآن انتمى للحسين، أو لأمير المؤمنين أو لأبي الفضل العباس(عليهم السلام)، معناه أن ينسب نفسه حسينيّاً، ينسب نفسه علويّاً بالعمل، ولكن هذه النسبة لا تتحقّق، إلّا إذا الطرف المقابل يصدّقها، مثلما أنت تنسب نفسك إلى عشيرة، بمجرّد أن تنسب نفسك إلى عشيرة لا تصير أنت من العشيرة، من هو كبير العشيرة يكون يصدّقها ويقول نعم هذا من عندي، نحن ننسب أنفسنا إلى الحسين(عليه السلام) هذ غير كافية النسبة، الحسين يوم القيامة يجب أن يصدّقها، يقول نعم هؤلاء فعلاً كانوا خدماً، وفعلاً كانوا من أتباعي، أبو الفضل (عليه السلام) الذي أعطاه الله سبحانه وتعالى منزلةً يغبطه بها كثيرٌ من الصالحين، وفي يوم القيامة قد يقول العباس(عليه السلام) أنا لا أعرفكم، أنتم تنسبون أنفسكم!
إذن نحن إخواني إذا لم نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة التي نحن فيها، نخشى على أنفسنا من المنزلق، وتعزيز مفهوم الشكر يكون بهذه الروح الخاصّة التي نحمد الله أن وفّقنا لهذه الخدمة، وكلّ عملٍ يقدّمه الإنسان لهذه العتبات الطاهرة، أكيداً سيكون تحت نظر إمامنا صاحب الأمر والزمان(سلام الله عليه)، وفي الروايات الشريفة أنّ الأعمال تُعرض عليه، حتّى ورد في بعض الكتب -في كتبنا- مثل بصائر الدرجات للشيخ الصفّار وهو قبل الكليني، الكليني من مصادره كتب عن بصائر الدرجات، أنّ ليلة التاسع عشر من رمضان تُحدّد الأرزاق والآجال، ثمّ تُختم وتُعرض ليلة 23 من رمضان على الإمام (عليه السلام) إلى السنة القادمة.
ونسأل الله سبحانه وتعالى بمن نحن بجوارهما الحسين (عليه السلام) وأخيه أبي الفضل العباس (عليه السلام)، وهذا الحضور الكريم أن لا يُخرجنا من نعمةٍ أدخلنا فيها، ولا يدخلنا في شرٍّ أخرجنا منه، وأن يوفّقكم الله سبحانه وتعالى بتوفيقاته اللامتناهية، وأن يحمينا وإيّاكم من كلّ سوء، ويحفظكم جميعاً لهذه الخدمة المباركة، ويتمّم علينا ذلك إلى آخر أعمارنا، وصلّى الله على محمد وآله الطيّبين الطاهرين..

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha